كلٌ منا يمر
بتجارب مختلفةٍ في حياته العملية والعاطفية والإجتماعية وغيرها, وكلها لا تغادرنا
قبل أن تترك بداخلنا شيئاً ما, فإما أن تقوينا وتجعلنا أكثر صلابةً, وإما أن
تهزنا وتجعلنا أكثر هشاشةً وضعفاً وبكلتا الحالتين, نكون قد سجلنا في دفتر
حياتنا, تجربةً تزيدنا خبرةً ونضوجاً, ونحكم من خلالها على حياتنا ومن حولنا.
ومن بين هذه التجارب التي يكاد لا يمر يوماً إلا ونسمع عن واحدةٍ منها,
الإنفصال عن شريك الحياة, سواءً من خطبةٍ أو من زواجٍ, ربما لأن هذه المرحلة من
أكثر المراحل حساسيةً في حياة الأفراد, ويكاد يكون قرار الإرتباط والزواج أهم
القرارت في حياتنا, لأنه يربط مصيرنا بمصير إنسان اَخر قد يكون هو الخيار الأفضل
وقد يكون الأسوء والأخطر.
لذا كثيراً ما نشاهد هذه الحالة ونسمع عنها, لعدة أسبابٍ لسنا بصدد الحديث
عنها وإنما نشير إلى أهمها, كعدم التوافق الفكري أو العاطفي وغيرها, وبكل الاحوال
الفشل العاطفي سمي فشلاً من باب التعدي على حق الإنسان بالتجربة, فهو حالةٌ من عدم
القدرةً على التوافق مع إنسانٍ بعينه ليس إلا, ومن المؤكد أن الإنسان ذاته سينجح
مع اَخر, و بالتالي القضية ليست قضية فشل ونجاح أبداَ.
إلا أن البشر ليسوا سواسيةً في الفكر والثقة بالنفس والقدرة على تخطي
العقبات والمشاكل, فمنهم الصلب والناضج ومنهم الهش والمتهور, فإن مررتي بتجربة
إنفصالٍ عن خطيبك أو زوجك, كوني قويةً وجريئةً وأكثر احتراماً لنفسك وتقديراً لها,
وتعاملي مع نفسك ومحيطك بالكثير الكثير من الطبيعية والثقة, فإن أردت تعلم ذلك
إليك مجموعةً قليلةً من النصائح علها تفيدك:
أولاً: حاولي أن يكون قرار الإرتباط منذ البداية قراراً
صائباً وبمحله, من خلال دراسة الفرد الذي سترتبطين به وعائلته ومجتمعه وأفكاره
ومعتقداته, بعيداً عن العاطفة الهوجاء والمتسرعة, لكي يكون خط المستقبل أكثر
أماناً ووضوحاً, وإن كنت قد اخترت وارتبطت كوني دقيقةً وعقلانيةً في الحكم على
مستقبل علاقاتكما.
ثانياُ: إن حصل ووجدت أنك غير متفاهمةٍ مع شريكك,
ولن تستطيعي أن تكملي مسيرتك معه, فإن الأفضل أن تنفصلا من البداية قبل أن تصلا
لمرحلةٍ يصعب معها الحل, وإن وجد الحل قد يكون صعباً وثقيلاً على الطرفين.
ثالثاُ: تعاملي مع الفترة التي تلحق فترة الإنفصال بالكثير من
الصبر والقوة وتأكدي أن الله لم يسخركما لبعض, لسببٍ أوجه مما تتوقعين فلا تحزني
وكوني على ثقةٍ كبيرةٍ بأنه سيعطيك الفرصة الأفضل.
رابعاً: أعطي نفسك فرصةً كافيةً للخروج من هذه المشاعر الصعبة
والسلبية, من خلال الإنشغال بالعمل والخروج مع الأصدقاء وممارسة الرياضة وغيرها من
الهوايات, وإياك أن تبدأي بالبحث عن البديل مباشرةً, لأن حجم الخسائر أكبر وأكثر
إيلاماً.
خامساً: اختاري الشريك الاَخر بهدوءٍ وتأني ومسؤوليةٍ, وبعد
أن تتأكدي أن مشاعرك قد انتهت تجاه خطيبك السابق, ولا تنسي أن تتعلمي من هفواتك
السابقة بكل النواحي, للحفاظ على علاقكتما قويةً وناجحةً ويفضل أن تكوني صريحةً
معه, لأن هذا يدل على نضجك واحترامك لنفسك.
سادساً: لا تتركي ما يسمى الخطيب أو الشريك السابق يؤثر على
مسار حياتك وعلاقاتك, من خلال الإقتناع بأن الماضي انتهى ولن يعود بكل ما حمل.
سابعاً: إذا التقيت بخطيبك السابق في مناسبةٍ أو مكانٍ ما, تعاملي
مع الأمر بمنتهى الطبيعية سواءً كنت مرتبطةً أو غير مرتبطةً (طبعاً طبيعة التعامل
تختلف باختلاف ثقافة وعادات الفتيات, فمنهن لا يمانعن من السلام عليه كصديقٍ,
وأخرياتٍ يعتبرن أنه شخصٌ كباقي الأشخاص فلا داعي للسلام أو الكلام).
ثامناً: حاولي أن تشعري خطيبك أو زوجك بأن رؤيتك لذلك
الشخص ليست بالضرورة أن تفتح أبواب الماضي من خلال تقديم المزيد من الحب والدعم له, ليشعر بأنه يملك كل مشاعرك ولا مجال لفتح أبواب الماضي.
تذكري أن كل يوم هو يومٌ جديدٌ يحمل معه أمنياتٌ مختلفةٌ, فلا داعي
للذكريات المؤلمة, عيشي يومك مع من تحبين دون النظر إلى الوراء أبداً.
منقول