ابداء من جديد--Show again--Remontrer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ابداء من جديد--Show again--Remontrer

علمتني الحياة … ان لكل بداية نهاية … و بعد كل نهاية هناك بداية جديدة. لا يفصل بينهما الا لحظة . و بتلك اللحظة لا بد لنا من الانهيار الى حطام فالعدم … الى لا شيء. ...
 
الرئيسية  البوابة  أحدث الصور  التسجيل  دخول    دليل اخبار المدونات  اتصل بنا  اكواد رموز  كن داعيا للخير  مدونة العلوم  استماع لاذاعة  دورس في الانجليزية  دليل المواقع الاسلامية  استمع الى الدعاء  تفسير القراءن  تصميم ازرار  
Loading...

﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾

السلام عليكم ورحمة الله
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى
للمنتدى،كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة
المواضيع فتفضل بزيارة
القسم الذي ترغب أدناه.


English

Translating...




 

 مصممة من الطراز الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حواء البستان

حواء البستان


السمك الماعز
عدد المساهمات عدد المساهمات : 150
السٌّمعَة : 1

مصممة من الطراز الأول Empty
مُساهمةموضوع: مصممة من الطراز الأول   مصممة من الطراز الأول I_icon_minitimeالإثنين 18 مارس - 16:12

منذ طفولتها تهوى الرسم والتصميم، تنساب أناملها بخفة وإتقان على الخطوط والدوائر، في المدرسة نقشت على أوراق كتبها أشكالاً هندسية متداخلة ببعضها وتذكر معلمة الجغرافيا كانت تشد أذنها غاضبة:

((حافظي على نظافة كتابك يا كريمة)).

لكن الأفكار تفرّ من بين أصابعها صوراً ومجسمات، وعشقت حصة الرسم وتميزت عن غيرها بإبداع فاق التصوّر، وفي حفلة تنكرية أقامتها المدرسة للطالبات صممت لها ثوباً من القش والقصدير لفتت إليها الأنظار ونالت الجائزة على تصميمها الخلاَّق.

دخلت الجامعة ورغبتها في التصميم تلحّ عليها بشدة فكانت ترسم الموديلات لوحدها وفي عزلة عن العالم، درست الفلسفة وكونت لذاتها رؤية خاصة في الحياة شكلت بنيانها الفكري المتميز فكان محط إبهار، في شخصيتها سحر وجاذبية، لها في اللسان طلاوة وفي المنطق حلاوة، تخرجت وتوظفت معلمة في المدرسة، فكرت أن تمزق أغلال وحدتها وتشهر أفكارها الإبداعية، ففي عيد ميلادها جمعت الأهل والصديقات لتعرض أمامهن نخبة من تصاميمها، اشترت الدُمى وألبستهن الثياب وجهزت سرداب البيت لهذا الغرض، نال العرض استحسانهن وإعجابهن وطلبت أن تصمم لهن ثياب سهرة، لكنها اصطدمت بعوائق كثيرة فهي تحتاج إلى وقت كافٍ للتفرغ إلى هذا العمل، ناهيك عن قصورها المادي وعجزها عن شراء أقمشة ذات جودة عالية بما فيها لوازم الخياطة والخياطين المهرة، ومكان لائق لاستقبال الزبائن، شردت في حيرتها والأفكار تأخذها يميناً وشمالاً وضاقت ذرعاً بأجواء المدرسة وقيودها المتعبة ونظامها الصارم وتتمنى لو تستقيل، لكن ماذا تفعل وهي في أمسَّ الحاجة إلى المال ولا تملك مورداً آخراً غير راتبها وفكرة المشروع تلحّ في رأسها وتحرضها على مغامرة غامضة النتائج، هل تقترض من البنك مبلغاً من المال وتخوض التجربة؟!

لفت نظرها وهي تتجول في السوق محلاً معروضاً للإيجار ووضعت يافطة على الواجهة مدوّن عليها رقم الهاتف، حفظت الرقم في هاتفها وستجرب حظها وتنفذ الفكرة، اتصلت بصاحب الرقم وتفاوضت معه على السعر وكان مناسباً، جمعت ما تملك من مدخرات لتجهز المكان وتستقبل زبوناتها ممن استهوين تصاميمها وبحثت عن خياطة مناسبة فلم تعثر على ضالتها، قدمت على طلب في أحد مكاتب العمالة وانتظرت لفترة قضتها في رسم التصاميم الجديدة وشراء بعضاً من الأقمشة ريثما تأتي الخياطة، في ظرف شهرين جاءت الخياطة وباشرت كريمة مشروعها بعزم ونشاط وأخذت تنحت في الصخر تواصل العمل حتى ساعات الفجر الأولى وزبوناتها قلة وعملها يحتاج إلى إعلان وإشهار خبطة قوية تلفت إليها الأنظار، وهي مضطرة لرفع أسعارها فأثمان الأقمشة باهظة وهي حريصة أن تضع قطعة مميزة تعبر فيها عن ذاتها وتبصم في خطواتها بصمتها الفريدة، لم تيأس رغم الخسارات المتلاحقة، فنشاطها اقتصر على قلة من قريباتها وصديقاتها يرجعن إليها في تصميم ثياب الحفلات، تعثر عملها ونضبت مواردها المالية مرغمة أن تسدد قرض البنك من اقتطاع جزء من راتبها والعائد إليها لا يغطي تكاليف المحل وراتب الخياطة ومصاريف المعيشة لأنها يتيمة الأب تعيش مع أمها المقعدة وهي صغرى أخواتها المتزوجات، فلسفتها الخاصة في الحياة لم تعجب الكثير من الرجال فيفرون منها بحثاً عن زوجة تقليدية مريحة لأدمغتهم.

هذه الفتاة فيها نوع من التمرد الجميل الذي يدفعها في الاتجاه الإيجابي، وأمها تلح قلقة ((إلى متى تبقين هكذا يا كريمة، تنازلي قليلاً عن شروطك، اتركي عنكِ هذه السخافات والتفتي إلى حياتك ومستقبلك)).

وتقبّلها كريمة بحنان:

((أنا لم أضع شروطاً يا أمي هذه شخصيتي ومكوناتي الطبيعية هم سطحيون يخشون عقليتي المتفتحة)).

وتسقط عليها الأم كثير من الملامة:

((لأنك تجادلين وتناكفين وهذا يزعج الرجال يا ابنتي))

((يا أمي كل إنسان يأخذ نصيبه في هذه الحياة)).

ولتغطية خساراتها اضطرت أن تبيع مجوهراتها لتسدد قروضها المتراكمة، وتحت ضغط الحاجة اضطرت أن تقفل المحل وتؤجل مشروعها، وتركت الخياطة تبحث لها عن مكان آخر، ورأسها عاصف بالأفكار وكأن داخلها كائن عملاق مترع بالتفاؤل والأمل لا يعرف الهزيمة ولا يقبل الانكسار فطالما هي تملك موهبة قديرة وإبداع متدفق ستنمو وستجدد خواطرها فالمبدع كائن مطاطي يتمدد وينكمش في اتجاه الهدف إن كان قريباً أو بعيداً ويغيّر نسيجه تبعاً للظرف الذي يمر به ويتكيف مع أوجه الحياة المختلفة.

فبقيت كريمة مثيرة للإعجاب، ملهمة في إصرارها الصلب، محبوبة بروحها المرحة.

تركت مشروعها الخاسر متشامخة وكأنها تخرج من احتفالية تكريم، عادت إلى بيتها مبتسمة أعدت لنفسها القهوة التركية وجلست أمام طاولة كبيرة خصصتها لرسم التصاميم، وفي منتصف الليل تتمدد على السرير وتقرأ كتب الفلسفة والمنطق سألها أحدهم ممن غامر في التقدم إليها ((ألا تعتقدين أن هناك تناقض بين الفلسفة وتصميم الأزياء)).

أجابت بثقة وإيمان ((التصميم هو فلسفة في حد ذاته لأنه تعبر عن معنويات المصمم وقيمه، فالثوب لا يعني نسيج مادي نوعه قطن أو حرير بل انعكاس لثقافة وعادات خاصة بكل شعب فهناك الساري الهندي مثلاً والكيمونو الياباني والجينز الأمريكي، لو بحثت في كل زي لوجدت له فلسفة خاصة وخلفية ثقافية.

تململ الشاب وود لو يصم أذنيه درءاً لهذا الاستطراد الممل وحدست أنه من ذلك النوع الذي يثرثر أكثر مما يسمع ونسي أن الله خلق لنا فم واحد وأذنين.

في العطلة الصيفية سافرت إلى عواصم الأزياء والموضة لتطلع على نشاط المصممين ودور الأزياء وآليات العمل التجاري وسر نجاح البعض دون البعض الآخر، دخلت في دورات تدريبية مكثفة وشعرت أن في داخلها فيضان إبداع كان يؤرقها ليالٍ طويلة، تظل حتى شروق الشمس ترسم وتصمم وتدخل المواقع المختصة في هذا الفن وعرفت أن السوق غابة يتنافس فيها الأقوياء في الاستحواذ على الساحة ولهذا ينبغي على المصمم أن يجدد ويبتكر ليتميز برمزية خاصة به، والناس تبحث عن الاستثناء المدهش، قال لها أحد المصممين البارزين ممن كون ثروة ضخمة في هذا المجال:

((المصمم الناجح ينبغي أن يفهم نفسية الزبون ويتغلغل إلى باطنه بروح الفنان لا التاجر وهذا ما يميز المبدع الحقيقي عن الدخيل على هذا الفن لأنه يجمع قصاصات من كل مصمم ويصنع في النهاية ثوباً مرقعاً لا روح فيه ولا حياة، لهذا امنحي الزبونة الثقة في ذاتها كونها جميلة وستبرزين لها ملامح هذا الجمال من خلال موديل مناسب ومتوافق مع ذاتها، تحتاج الزبونة إلى الإحساس بالاطمئنان للمصممة حتى تعبر بأريحية عن المشاكل الجمالية في جسدها دون خجل أو مدارارة، إذ نرى بعض المصممين قساة جداً يترك في نفس الزبونة انطباعاً سلبياً عن ذاتها كونها غير لائقة لأي تصميم وإن اكتنازها عاهة فتصاب بالإحباط واليأس وترفض ذاتها وتظل تداري سمنتها خجلاً رغم أنها مقبولة المظهر، عليكِ هنا أن تصالحيها مع ذاتها لتفهم أن لها نموذج خاص من التصميم يبرز جمالها وقوامها بشكل أفضل، ولابد أن يكون المصمم مثقف، مطلع على عادات الشعوب، متمرس في التعامل الإنساني، يمتلك مهارة الإقناع، ملم بعلوم النفس فهو من يجعل قطعة القماش تنطق إبهاراً على هذه المرأة دون غيرها لأنها منسجمة مع طبيعتها تماماً، وأنصحك على وجه الخصوص أن تستوعبي ذائقة الناس في بيئتك، لا تكوني نسخة مكررة عن غيرك من المصممين، المرأة في بلادك افهميها جيداً ووجهي رؤيتها الجمالية لتعرف كيف تتجمل، فسري رغبتها في كل قطعة ثوب، هناك امرأة موسوسة، تشك في جمالها تحتاج إلى قطعة تسد هذه الثغرة وتشعرها بالامتلاء النفسي وهناك القنوعة المنبسطة ترتاح إلى الثوب الخالي من التعقيد وتصادفك المتحفظة الخجولة ترغب في تصميم هادئ تمر على الناس كنسمة عابرة لا تترك في نفوسهم إلا الانتعاش، وليكن رأيك مقنعاً لهن، قد تسرف بعض النساء في الأزياء الاستعراضية المستهجنة فتخسر جمالها وتفقد احترام الناس.

عادت كريمة إلى بلدها وفي ذهنها مخزون من الثقافة والفنون واطلعت على وضع السوق والجوانب الإدارية المتعلقة في هذا المجال، التقت بأشهر المصممين في بلدها حيث عرضت تصاميمها على صاحبة أرقى أتيليه في المجتمع وأعجبت المرأة بنشاط كريمة فعرضت عليها العمل ومشاركتها في تطوير الأزياء، وكانت فرصة ذهبية أطلقت مكامن الإبداع من منابتها فعرفتها سيدات الأعمال وزوجات الوزراء والوجهاء نالت إعجابهن وفسرت رغباتهن وحافظت على بصمتها والذوق الاجتماعي واللمسة الأنثوية الدافئة فعرفت أنها المصممة التي تجنح بالمرأة إلى الحقول والروابي الخضراء فراشة زاهية الألوان أنثى ناعمة تنضح رقة وعذوبة.

جمعت كريمة ثروة لا بأس بها وكونت لها اسماً لامعاً فانفصلت عن شريكتها لتباشر في تأسيس مشروع خاص بها قدمت استقالتها من المدرسة وباشرت في متابعة الإجراءات في غرفة التجارة لامتلاك الرخصة القانونية، شعرت الآن أنها واقفة على أرض صلبة وملمة بكل تفاصيل العمل التجاري ومتمكنة من إدارة مشروع ناجح، وقدمت على طلب عمالة من الخارج وفق شروطها الخاصة وهم بحدود ستة خياطين واشترت الأقمشة وماكينات الخياطة وكل مستلزمات المحل.

ودعت زوجة أحد الوزراء ممن لهن نشاط اجتماعي ووجاهة بين الناس لتفتتح الأتيلييه في أرقى موقع تجاري في السوق أثثته باللون الأبيض والفضي وطعمته بإكسسوارات ناعمة، فبدا أنيقاً، راقياً، جذاباً وأطلقت عليه اسم ((أتيليه الفراشة البيضاء))، وباشرت نشاطها بعد أن تكاملت جميع عناصر المشروع وأظهرت قدرة فائقة على الإدارة والسيطرة على زمام الأمور،وهي الآن قادرة على المقاومة، قادرة على المنافسة، قادرة على الإبداع بشخصية أكثر نضجاً وأكثر قوة.

وقررت أن تقدم عرضاً خاصاً بها ولهذا عليها أن تجهز الدعوات لزبائنها وإعلانات تكلفها المبالغ الطائلة، درست الخطة جيداً بعد أن استشارت معاونتها في الأتيلييه ((نحتاج إلى عارضات من نوع خاص وقاعة في فندق)) أطلقت كريمة لفكرها العنان وتذكرت المصمم العالمي حينما قدم لها نصيحة ذهبية ((أن تحافظي على تقاليد مجتمعك ورمزية إبداعك والمصداقية في عملك، ليس المهم أن نبدأ فقط بل المهم أن نستمر للأبد فكثير من المصممين كانوا أشبه ببالونات منتفخة كبرت ثم انفقأت وتبددت في الهواء وانمحى ذكرها ونُسي اسمها لأنها بدأت مزيفة وانتهجت نهج إباحي صادم للمجتمع)).

اتصلت ببعض صديقاتها وقريباتها وعرضت عليهن اقتراحها وهو أن تستعين ببناتهن اليافعات لعرض تصاميمها بشكل واقعي ومقبول اجتماعياً، فجمعت عشرين فتاة من طالبات الجامعة ممن لهن أطوال وأوزان معقولة ومناسبة واتفقت مع أختها الكبرى على عرض الأزياء في صالة بيتها الكبيرة وبعثتها إلى من تعرفهن من زبوناتها الأنيقات والمتابعات لتصاميمها.

وشهدت القاعة عرضاً رائعاً بشهادة الجميع وبحضور مكثف وببساطة مريحة عبرت عن إيمانها بموهبتها وحرصها على احترام عرف المجتمع ودينها، بعيداً عن الصحافة ومخالطة الرجال ومحرضات الفتنة والغواية، بعد تصفيق حار ضجت به القاعة أخذت كريمة الميكرفون لتتحدث:

((أشكر الله أن وفقني في هذا المجال الذي يعبر عن روح المرأة وإحساسها الشفاف وأشكر حضوركن الكريم لأنكن وقفتن إلى جانبي تدعمن موقفي في رسالتي هذه وأعتبرها رسالة لأنها مسؤولية تقع على عاتقي كي أحافظ على هوية المرأة في مجتمعي أصنع الجمال المنسجم مع الطبيعة الشرقية المحافظة فلا تذهب المرأة بعيداً بحثاً عن أزياء مرفوضة شرعاً وأخلاقاً تميل بها شرقاً وغرباً كريشة في مهب الريح، أنا هنا أعود بالأنثى إلى الفطرة السوية، إلى الذوق السليم، وأعلن في تصاميمي الأصالة، العراقة، الدين، الهوية، العرف، القوة. إننا نملك كل أدوات الإبداع في هذا الفن وفي غيره لكن ينقصنا شيء واحد فقط وهو الثقة بأنفسنا وقدراتنا وإمكانياتنا)).

فشكراً لإصغائكم النبيل وتجاوبكم الكريم.

صفق لها الجمهور إعجاباً وحباً لأنها مصممة من طراز نادر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مصممة من الطراز الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» زواجه الأول
» الحب الأول فى حياة حواء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ابداء من جديد--Show again--Remontrer :: منتديات حواء :: حواء والمجتمع :: سيدات ناجحات-
انتقل الى: